
صراع النفوذ وتداعياته: دراسة تحليلية للأزمات السياسية في العصر العباسي الثاني (حقبة النفوذ التركي 232-334هـ/846-945م)
وصف الكتاب
لقد تناولت هذه الدراسة المتواضعة دراسة تحليلية للأزمات السياسية في العصر العباسي الثاني (حقبة النفوذ التركي 232-334هـ/846-945م). وقد قامت الباحثة بتقسيم هذه الرسالة إلى تمهيد وثلاثة فصول، اشتمل كل فصل على عدة مباحث. تناول التمهيد وعنوانه "ملامح الحالة السياسية أواخر العصر العباسي الأول" الصراع العربي الفارسي على مراكز النفوذ، وكذلك تناولت فيه الصراع بين الأمين والمأمون. في هذه الفترة شهدت الدولة خلافات دامية بين الأخوين، وذلك من أجل الوصول إلى السلطة، وقد دعم هذا الصراع العنصر العربي والعنصر الفارسي كلاً من الأخوين الأمين والمأمون، وتمكن الفرس من إحراز الانتصار على العنصر العربي، فسيطروا على مرافق الدولة في عهد الخليفة المأمون. أما الفصل الأول : وعنوانه "مقدمات النفوذ التركي في الدولة العباسية" فهو مقسم إلى مباحث، الأول تناول خلافة المعتصم ودوافع الاستعانة بالأتراك، وكذلك أصل الأتراك وموطنهم وظروف اتصالهم بالدولة العباسية، إضافة إلى موقف أهل بغداد من الوجود التركي، فهي بداية الأزمة، وكذلك بناء عاصمة جديدة للعنصر التركي وهي سامراء. استكثر المعتصم من الأتراك، وبفعل سياستهم العسكرية وصلوا إلى سدة الإدارة السياسية في الدولة العباسية، وأخذ نفوذهم يزداد شيئاً فشيئاً، مما انعكس على العاصمة بغداد سلباً، حيث تضايق البغداديون من هؤلاء. أما الإيجابية فقد بنيت عاصمة جديدة تضاهي العاصمة بغداد بكل تفاصيلها من العمران والحياة السياسية والمدنية، هذا في عهد المعتصم. وتضمن الفصل الثاني موقف الخلفاء العباسيين من النفوذ التركي كان بداية من الخليفة المتوكل على الله الذي تنبه إلى حقيقة الأتراك ورغبتهم في التسلط على الخلافة، فقرر التخلص منهم، إلا أن الأتراك سارعوا إلى قتله. ومن هنا بدأت السيطرة الفعلية للعنصر التركي على الخلافة، حيث حكموا في تولية الخلفاء أمثال المنتصر والمستعين الذي حاول التخلص من النفوذ التركي، فنشب الصراع بينهما وأصبحت سامراء مسرحاً للصراعات بين الأخوين، وهكذا ناقشت في الفصل الثاني الظروف التاريخية التي أحاطب بظروف تولي الخلفاء العباسيين في تلك الفترة والتدخل التركي في توليتهم، فأصبحت الصراعات فيما بينهم، حيث ناقشت الباحثة دور كل خليفة في هذا الصراع والنتائج التي ترتبت عن ذلك. أما الفصل الثالث فناقشت الباحثة النتائج التي تمخضت عن تلك الصراعات وهي الآثار السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والتي ترتبت عن الاضطرابات السياسية في بلاط الخلافة العباسية