المقدمة:
التنمر يُعد من أبرز الظواهر السلوكية التي اهتم بها الباحثون في العلوم النفسية والتربوية على مدار عقود في جميع المنظومات التربوية العالمية، بما في ذلك مدارسنا الجزائرية. يُعتبر التنمر نوعًا من السيطرة التي يمارسها الطفل أو مجموعة من الأطفال من قبل أقرانهم أو أساتذتهم، مما يؤدي إلى مشكلات نفسية مثل الخجل والانطواء، ومشكلات معرفية كضعف الانتباه والتذكر، ومشكلات تربوية كصعوبة فهم الدروس والرسوب المدرسي. كما قد يسبب التنمر ردود أفعال عنيفة تفسد العلاقات الاجتماعية وتلوث المناخ المدرسي.
وفقًا لتقرير منظمة اليونسكو الصادر في نوفمبر 2020، يتعرض ثلث التلاميذ عالميًا للتنمر والعنف مرة واحدة على الأقل في الشهر، و1 من كل 10 يتعرضون للتنمر الإلكتروني، و1 من كل 5 يضطرون لعدم الذهاب إلى المدرسة بسبب التنمر. في الجزائر، أشارت دراسة المرصد الوطني للتربية لعام 2016 إلى أن سلوك التنمر والعنف موجود بنسبة 52% لدى طلاب التعليم المتوسط، و35% في الابتدائي، و13% في الثانوي. كما أن 75% من حالات العنف معنوي و25% جسدي، مع أن 52% من حالات العنف في المدارس تأتي من المتوسطات.
بناءً على هذه المؤشرات، أصبح من الضروري إجراء دراسات ميدانية معمقة لفهم جذور هذا السلوك الثقافية والاجتماعية والتربوية، وتأثيراته على شخصية الطفل، وكذلك كيفية مواجهته ومعالجته بطرق وأساليب مناسبة. سنتناول في هذه الورشة مفهوم التنمر ومؤشراته وأنواعه وأبعاده وتأثيراته على شخصية الطفل.
المحاور:
- تشريح مفهوم التنمر في ضوء رسالة المدرسة.
- خصائص التنمر وأبعاده.
- المؤشرات الدالة على تعرض الطفل للتنمر في المدرسة.
- أنواع التنمر.
- ملامح شخصية الطفل المتنمر والطفل ضحية التنمر.
- أسباب ودوافع سلوك التنمر.
- تأثيرات التنمر في شخصية الطفل وفي سلوكه الدراسي.
- بروتوكول متعدد الأبعاد لمعالجة ظاهرة التنمر في الوسط المدرسي.
المحاضر:
أ. د. عبد السلام خالد - قسم علم النفس وعلوم التربية والأرطفونيا جامعة محمد لمين دباغني سطيف2 - الجزائر
الأستاذ خالد هو أستاذ التعليم العالي في جامعة محمد لمين دباغين بسطيف 2، الجزائر، حاصل على درجة الدكتوراه من نفس الجامعة في 1 يوليو 2012، ومتخصص في قضايا الطفولة والتعليم. يمتلك خبرة تزيد عن 21 سنة في التدريس والبحث العلمي، حيث نشر العديد من الأبحاث والدراسات في مجلات وطنية ودولية محكمة وشارك في تنظيم العديد من الملتقيات الوطنية والدولية والورش التدريبية في الجامعات والمدارس وجمعيات المجتمع المدني. يشغل عضوًا في اللجان العلمية والاستشارية لعدة مجلات ومؤسسات حكومية متخصصة في محاربة العنف في الوسط المدرسي وإصلاح المنظومة التربوية وتقييم نظام الـ LMD. كما تولى مسؤولية لجنة المرافقة البيداغوجية لتكوين الأساتذة حديثي التوظيف وأشرف على مشروع دكتوراه في التربية الخاصة وفرق بحثية حول مشكلات تعليم اللغة في المدرسة. له عدة مؤلفات منها "كيف تنجح في حياتك الدراسية"، "كيف تنجح دون قلق ولا غش"، و"مدخل إلى علم نفس الطفل والمراهق". يُعرف الأستاذ خالد باهتمامه الكبير بالبحث العلمي لتطوير مؤسسات المجتمع وإعداد إطارات كفء تقدم خدمات ذات جودة عالية تسهم في التنمية المستدامة للمجتمع والإنسانية جمعاء.