نجاح الزوجة المُغيبة في إدارة شؤون المنزل وتربية الأبناء نماذج مشرفة في مجتمع النبوة
يُعد غياب الزوج عن بيته – بالسفر أو الوفاة – من الأمور المؤثرة في الواقع الأُسري ، إذ أن الأساس في تقاسم المهام بين الزوج والزوجة في الحياة اليومية ، قد أعطى المهام الداخلية (المنزلية) للزوجة ، بالمقابل أعطى المهام الخارجية للزوج
نجاح الزوجة المُغيبة في إدارة شؤون المنزل وتربية الأبناء - نماذج مشرفة في مجتمع النبوة -
م. نكتل يوسف محسن
يُعد غياب الزوج عن بيته – بالسفر أو الوفاة – من الأمور المؤثرة في الواقع الأُسري ، إذ أن الأساس في تقاسم المهام بين الزوج والزوجة في الحياة اليومية ، قد أعطى المهام الداخلية (المنزلية) للزوجة ، بالمقابل أعطى المهام الخارجية للزوج ، فإذا ما حصل وغاب الزوج أخذت الزوجة مكانه لكي لا يتسلل الخلل الى هذا الأساس ، ولكي تستمر عجلة الحياة بالدوران ، وقد زخرت كتب التاريخ بالعديد من النماذج النسائية المشرِفة التي أستطاعت أن تُسير أحوال البيت ومتطلباته في ظل غياب أزواجهن ، ومن هذه النماذج الصحابية صفية بنت عبد المطلب (رضي الله عنها) ، والتي فقدت زوجها في مُقتبل العُمر حيث كانت في الثالثة والعشرون من عمرها، ومع هذا فقد عمِلت جاهدةً على تحمل المسؤولية في تربية أبناءها ، وأصبحت لهم بمقام الأم والأب ، حتى أخرجتهم رجالاً قادرون على تحُمل المسؤولية يُشار أليهم بالبنان ، فكانت صفية تجمع بين صفات الأب القوي الشديد تارةً والأم الحنون تارة أخرى فقد روي عن أسلوبها في التربية أنها كانت ، (( تضرب الزبير ضرباً شديداً وهو يتيم فقيل لها : قتلته خلعت فؤاده أهلكت هذا الغلام قالت : إنما أضربه كي يلب ويجر الجيش ذا الجلب)) ، وهذا مما يحتاجه الطفل أنذاك لكي يتمكن من مسايرة المجتمع الذي يحترم القوة ، وقد أثبتت الحوادث مدى فاعلية أسلوبها في التربية ،إذ خرج الزبير وأخاه السائب أسُدً في القتال، فكان الزبير أول من سلّ سيفاً في الله .
غير أن قسوتها هذه لم تكن عن طبع فيها ، أنما كانت للضرورة التي أقتضتها حالة غياب زوجها ، أنما هي رحيمة في الأصل ، مما يدل على قيامها بأعباء التربية على أتم وجه .
وبهذا تثبت الزوجة التي غاب عنها زوجها لسفر أو طلاق أو وفاة، قدرتها ونجاحها في إدارة شؤون المنزل وتربية الأبناء في مجتمع النبوة.