البيئة النباتية وأثرها في مجتمع المدينة المنورة خلال عصري الرسالة والراشدي
تتناول هذه المقالة أثر البيئة النباتية في مجتمع المدينة المنورة خلال عصري الرسالة والراشدي. وتركز على أهمية البيئة النباتية وتأثيرها المباشر على حياة الناس والأحداث التاريخية في المدينة المنورة. تسلط الضوء أيضاً على الاهتمام المعاصر بالبيئة وكيفية التعامل النبوي الحكيم مع البيئة وأهمية الحفاظ عليها بالنسبة للمجتمع اليوم.
البيئة النباتية وأثرها في مجتمع المدينة المنورة خلال عصري الرسالة والراشدي
بقلم: د. نكتل يوسف محسن
تعود كلمة البيئة لغةً إلى الجذر (بوأ) وقد ذُكر، المباءة: منزل القوم في كل موضع، وتبوَّأْتُ منزلاً: أي نزلتُه، ومنها حديث النبيe ((من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار))، أما اصطلاحاً فهي: الوسط الذي يعيش فيه الإنسان، بما يضم من مظاهر طبيعية خلقها الله يؤثر فيها ويتأثر فيها، والبيئة النباتية تشمل: النباتات والأشجار واجزائها والعوامل المساعدة على وجودها كالأرض والمياه.
أن وجود البيئة النباتية في بقعة من بقاع العالم لا بد أن ينتج عنه تأثيراً مباشراً على حياة المجتمع اليومية وسير الأحداث التاريخية، إذ أن الأنسان أبن بيئته ويتأثر بها سلباً أو أيجاباً وهذه كانت فكرة أطروحتي للدكتوراه.
فقد وجدت أن البيئة النباتية قد توغلت بعيداً في تأثيرها في جوانب المجتمع المدني المختلفة ، كما أن الدراسات التي تناولت النبات في السابق ركزت على ذكر أصناف النباتات والأشجار أو ذكر موقف الشريعة الإسلامية أو القانون الدولي من البيئة والحفاظ عليها من جانب شرعي وحسب، ولم تلتفت الى الجوانب المتنوعة التي أثرت فيها البيئة النباتية من وِجهة نظر تاريخية، يضاف إلى ذلك أن تخصيص البيئة النباتية في دراسة مستقلة ضمن مدة زمنية في أثر البيئة النباتية بجوانبها المتنوعة وسبل استثمارها وتنميتها بصورة عامة مدعاةً لتغطيه هذا الجانب من الدراسة التاريخية، كما أن العالم اليوم يشهد اهتماماً ملحوضاً في البيئة عموماً والبيئة النباتية خصوصاً على المستوى الرسمي، باتباع خطوات جادة للحفاظ عليها وتنميتها وترشيد استهلاكها ومنع الأضرار بها، ويحق لنا كمسلمين معرفة الخطوات التي اتبعها النبي وخلفاؤه في العناية بها التي سبقت الخطوات العالمية المعاصرة بأربعة عشر قرناً، كما أن من عمليات الإضرار بالبيئة النباتية بطريقة مقصودة أو غير مقصودة، وحسن التعامل النبوي مع البيئة الذي حمل ضروب الرحمة وحسن الإدارة وبُعد النظر الشيء الكثير ومما يُشجع على دراستها، كما أنه يُعد فرصة للتنويع في مواضيع البحث العلمي – التاريخي، ويُضاف إلى ذلك أن دراسة البيئة النباتية في المدينة المنورة وأثرها ستُبرز عاملاً مؤثراً نسبياً للحياة اليومية في مجتمع المدينة المنورة، كما تحاول الدراسة الوقوف على مدى امتداد البيئة النباتية في المدينة المنورة بالاعتماد على النصوص المتاحة في مدة الدراسة، فضلاً عن جديتها في معرفة مدى تأثيرها في جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والأدبية، وحتى الدينية أيضاً.