الحج من رحلة الخوف إلى متعة الرحلة
المقالة تستعرض تطور رحلة الحج من مخاوف الطريق والجوع والأمن في الماضي إلى تجربة مريحة وآمنة في الحاضر، بفضل الجهود المبذولة من قبل ملوك السعودية، وخاصة مبادرة "طريق مكة" التي أطلقت لتسهيل إجراءات الحج وتوفير خدمات عالية الجودة للحجاج.
الحج من رحلة الخوف إلى متعة الرحلة
كتبه: د. عبداللطيف بن علي العريشي
تشتاق نفوس المؤمنين للحج في كل عام، ويكتب لمن رزقه الله به، فيستعد الحاج قبل أشهر الحج بأشهر بل بعضهم بسنوات ، وعند قرب انطلاق موكب الحج يلتف الناس حول الحاج يودعونه في رحلته فقد لايعود فالخوف يحيط برحلته من كل جانب خوف الطريق وخوف الجوع وخوف الأمن ثلاث مخاوف لو نجا من واحدة أهلكته الأخرى ؛ حتى قيل: الذاهب إلى الحج مفقود والعائد مولود. كان ذلك قبل أن تصبح الحجاز تحت حكم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود … لكن الحال اختلف ، فأول عمل قام به رحمه الله أمّن طريق الحج إلى بيت الله الحرام ، وأعلن في الأمصار بأن الطريق إلى مكة المكرمة آمن، فعادت قوافل الحجاج مرة أخرى تتوافد على مكة، بعد مالمسوا الرعاية الكريمة للحرمين الشريفين أمناً وعمارة وتوسعة وتطويراً من الملك عبدالعزيز وأبنائه الملوك حتى آل الحكم للملك فهد الذي لقب نفسه بخادم الحرمين الشريفين ولقب به كل ملك للمملكة العربية السعودية من بعده ، وحق لهم ذلك فقد قاموا على خدمته في كل الجوانب الإدارية والمالية والخدمية والأمنية والتطويرية حتى وصلنا اليوم إلى قمة التطوير والسبق في كل ما هو راحة للحجاج . إنه طريق مكة المبادرة المباركة التي بدأت في عام ٢٠١٧ هدية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للحجاج من أجل تقديم خدمات عالية الجودة لهم من بلده إلى أن يصل إلى مكة المكرمة ويؤدي المناسك بيسر وسهولة ، ثم يعود بحج مبرور وسعي مشكور.، تهدف هذه المبادرة إلى تسهيل إجراءات قدوم الحجاج إلى المملكة العربية السعودية واختصار أوقات طويلة من الانتظار ، بحيث تنهى إجراءات السفر قبل مغادرته بلده، فبمجرد وصول الحاج إلى محطة وصوله يغادر إلى مكة دون تأخير أو انتظار. مستمتعاً برحلة القطار الذي ينقله إلى مكة وبين المشاعر المقدسة وبين مكة والمدينة في خدمة راقية، لقد تجاوزت السعودية منذ زمن بعيد الحج الآمن ، واليوم تعيش الحج برفاهية ويسر ، فتحول الحج من رحلة الخوف قبل العهد السعودي إلى متعة الرحلة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود .
